رَوْضُ الشِّعْر وَالنَّثْر

بقلم الدكتور / عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل ............................................. ( w w w . A H D A L . C O M )..

حمالة الحطب

شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل

دَعْنِي وَشَأْنِي فَفِكْرِي احْتَارَ مِنْ عَجَبِ  **  فَقَدْ  بُلِيْتُ  بِشَيْـخِ الشُّؤْمِ  وَالْكَـذِبِ

تَـوَغَّـل  الْحِقْــدُ  فِـي  أَنْفَـاسِـهِ  وَنَمَـى  **  وَكُنْتُ  أَجْهَلُ مَـا يُخْفِيْهِ مِـنْ كُرَبِ

أُذِيـعُــهُ  السِّــرَّ  لاَ  أخْشَـى  عَـوَاقِـبَـهُ  **  ظَـنَـنْتُ  مَعْدِنَـهُ  مِـنْ سَادَةٍ  نُجُـبِ

وَكُنْـتُ   آمَنُـــهُ  فِــي  كُـــلِّ  حَـادِثَــةٍ  **  وَكَمْ  أُصِيخُ  لِمَا  يُلْقِيهِ  مِنْ خُطَبِ

وَذَاتَ   يَـوْمٍ  رَأَيْـتُ  الشَّيْـخَ  مُبْتَسِمًـا  **  يَهْتَـزُّ مِـنْ فَرَحٍ يَشْدُو مِـنَ الطَّـرَبِ

فَقُلْـتُ  أَهْــلاً  بِـذِي  عِلْــمٍ   وَمَعْـرِفَـةٍ  **  وَصَاحِبِ الْحِلْمِ وَالإِحْسَانِ وَالْقُرَبِ

فَقَـالَ  مَهْـلاً  رُوَيْـدًا كُــفَّ  عَـنْ هَـذَرٍ  **  فَإِنَّ مَدْحَكَ  لِي ضَرْبٌ  مِنَ اللَّعِبِ

فَأَنْتَ  فِـي  خَاطِـرِيْ  نَـارٌ  تُزَلْزِلُنِي

وَأَنْتَ فِي مُهْجَتِي كَالسُّمِّ فِي الضَّرَبِ

دَعِ  الثَّنَــاءَ  وَمَـدْحًـا  لَسْـتُ   أَسْمَعُــهُ  **  فَقَـدْ ظَفِـرْتُ وَفَـازَ الْقَلْبُ  بِالأَرَبِ

رَأَيْـتُ  طِفْـلَـكَ  بَيْـنَ الــدُّخِّ  مُـخْتَـنِــقٌ  **  وَبِكْرَكَ  الْفَذَّ  لَمْ يَسْلَمْ مِنَ الْعَطَـبِ

وَالْبَيْــتُ  مُسْتَـعِــرٌ  وَالنَّــارُ  هَـائِـجَــةٌ  **  وَزَلْزَلَتْ  أُسْرَةَ الأَحْسَابِ وَالنَّسَبِ

شَفَـتْ  غَلِيلِي وَأَفْنَـتْ  كُــلَّ  مُـدَّخَـرٍ

وَضَاعَ مِنْ هَوْلِهَا مَاحُزْتَ مِنَ نَشَبِ

فَتُهْـتُ فِـي حِيــرَةٍ حِيْـنَ اسْتَمَعْـتُ لِمَــا  **  أَلْقَـاهُ خِـلٌّ صَدِيقُ الْعُمْـرِ وَالْحِقَـبِ

وَقُلْتُ يَـا نَفْسُ  عَـلَّ الشَّيْـخَ مُضْطَـرِبٌ  **  وَعَقْلُـهُ زَاغَ  نَوْعًـا مّامِـنَ النَّصَبِ

ذَهَـبْـتُ  لِلْبَيْـتِ  لاَ  أَلْـوِي  عَلَـى أَحَــدٍ  **  رَأَيْتُ مَنْزِلَنَـا كُـومًـا مِـنَ الْحَطَـبِ

وَطِفْلَــةً  سَلِمَـتْ  مَــا  مَسَّهَــا   لَـهَــبٌ  **  وَنَخْلَـةً  بَقِيَـتْ  تَزْهُـو مَعَ الرُّطَبِ

ذَكَـرْتُ  عَمْـراً  وَمَـا  أَبْـدَاهُ مِـنْ فَــرَحٍ  **  بِمَـا ابْتُلِيتُ بِـهِ فَـاشْتَـدَّ بِي غَضَبِي

وَصِحْتُ يَـا نَزْغَةَ الشَّيْطَـانِ هَـلْ بَلَغَـتْ  **  بِكَ الْعَدَاوَةُ حَتَّى سِرْتَ تَسْخَرُ بِي

أَرَاكَ  فِـي طَـــرَبٍ  شَــادٍ  بِـأُغْـنِيَــةٍ

عَلَى مُصَابِي فَهذَا الصُّنْعُ صُنْعُ غَبِي

نَسِيْتَ  يَـا عَمْـرُو  أَنِّـي مُخْلِـصٌ  ثِـقَــةٌ  **  فَكَيْـفَ تَكْـرَهُنِي ظُلْمًـا بِـلاَ سَبَـبِ

فَـحَـسْبِــيَ  الله  مِــنْ  خَـــلٍّ  يُـقَـابِـلُنِـي  **  بِوَجْهِـهِ  بَاسِمًـا وَالْقَلْبُ  كَـاللَّهَـبِ

فَقَــالَ  دَعْنِـي  فَحِقْـدِي صَـارَ مُشْتَـعِـلاً  **  بُرْكَـانُهُ  يَقِظٌ  فِي الرُّوحِ لَمْ  يَغِبِ

وَضَـرَّنِــيْ   كَــرَمٌ  جَــاثٍ  بِـمَنْـزِلِـكُـمْ  **  وَمَـا تَحَلَّى  بِـهِ  الأَبْنَـاءُ مِنْ  أَدَبِ

رَأَيْتُكُمْ  يَوْمَ   عِيـدِ  الْفِطْـرِ  فِي  مَـرَحٍ  **  يَزْهُـو بَنُوْكَ وَأَبْنَائِـي عَـلَى سَغَـبِ

وَزَادَنِـي  حَسَـدًا  يَـا زَيـدُ  مَـا وَصَلَـتْ  **  إِلَيـهِ أُسْـرَتُكُـمْ مِـنْ  ذِرْوَةِ  الرُّتَـبِ

وَأُسْـرَتِــي  هَـدَّهَـــا  فَـقْـــرٌ وَشَتَّـتَـهَـــا  **  أَرَى ابْتِسَامَكَ  لِي  ذُلاًّ  وَتَهْزَأُ بِي

وَطِفْلَتِــي  مَــيُّ  تَـهْجُوْنِـي  وَتَمْـدَحُكُـمْ  **  تَقُولُ  أَنَّـكَ  فِـي الأَبَاءِ  خَيْـرُ  أَبِ

فَشَبَّـتِ  النَّــارُ  بَيْـنَ القَلْـبِ  مِـنْ حَسَـدٍ  **  وَزَوْجَتِي  أَصْبَحَتْ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ

فَقُلْـتُ  أَنْـتَ  لَئِيْـمُ الطَّبْــعِ  مُضْـطَـرِبٌ  **  فَكَيـفَ تَحْسُدُنِي  يَا سَـوْءَةَ العَـرَبِ

فَـالله يُعْطِـي  وَإِنْ قَصَّـرتَ  فِـي طَلَـبٍ  **  وَيَمْنَعُ الرِّزْقَ  عَبْدًا جَدَّ فِي الطَّلَبِ

يُعْطِـي  وَيَمْـنَـعُ عَــدْلٌ فِـي تَـصَرُّفِـهِ

وَلاَ اعْتِرَاضَ فَتُبْ يا عَمْرُو وَاجْتَنِبِ

وَاعْلَـمْ فَلَيْسَ الغِنَى يَـا عَمْـرو فِي رُتَـبٍ  **  يَنَالُهَا العَبْدُ مَهَمَا ازْدَادَ فِي الرُّتَبِ

وَلاَ الغِنَى الْعَـرْضُ أَوْ مَـالٌ ظَفِـرْتَ بِـهِ  **  وَإِنْ تَبَاهَـى ذَوُوا الأَمْوَالِ وَالنَّشَبِ

بَـلِ الْغِنَـى هِـيَ نَفْــسُ الْحُـرِّ  إِنْ قَنِعَـتْ  **  بِبُلْغَـةِ  الْعَيْشِ   بَعْدَ الْكَـدِّ  وَالتَّعَبِ

هِــيَ  القَـنَــاعَـــةُ كَـنْــزٌ  لاَ نَفَـــادَ  لَــهُ  **  فَكُـنْ  قَنُوعًـا  وَثِـقْ بِاللهِ وَاحْتَسِـبِ

وَتُبْ إلَى اللَّهِ مِنْ ضِغْـنٍ  وَمِنْ حَسَـدٍ

وَاقْرَأْ عَنِ الْحَسَدِ الْمَذْمُومِ فِي الْكُتُبِ

* * * * * * * * * * *