رَوْضُ الشِّعْر وَالنَّثْر

بقلم الدكتور / عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل ............................................. ( w w w . A H D A L . C O M )..

سهرت سمية

شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل

سَهِرَتْ  سُمَيَّةُ  وَالْهَوَاجِسُ  لَمْ تَنَمْ  **  وَتَـوَالَتِ  الأحْـزَانُ  فَاشْتَـدَّ  الألَمْ

بَاتَتْ عَلَى جَمْرِ الْغَضَى  وَيَزِيْدُهَا  **  وَهْمُ الْهَوَاجِسِ فِي خَوَاطِرِهَا نَدَمْ

الطِّفْلُ يَبْكِي وَالـرَّضِيعَةُ  قَدْ هَوَتْ  **  تَحْتَ السَّرِيْرِ  وَمَا  بِهَا  أَحَـدٌ ألَمْ

مَاذَا  جَرَى أَضْحَتْ  سُمَيَّةُ  شُعْلَةً  **  نَظَرَاتُهَا  مَسْمُومَـةٌ  تُوحِيْ  بِـغَـمْ

تَرْمِـي  بِطِفْلٍ  قَـدْ  أُصِيْبَ  بِعِلَّــةٍ  **  وَرَضِيعَةٍ  أُخْرَى  مُسَرْبَلَـةٍ  بِـدَمْ

كَـانَتْ  تُـدَاعِبُ  طِفْـلَهَــا بِتَلَطُّــفٍ  **  خَوْفًـا  عَلَيْهِ  بِـأنْ  يُلِمَّ  بِـهِ  سَقَـمْ

وَالآنَ  تَتْـرُكُــهُ  يَـئِـنُّ  بِـجُـرْحِــهِ  **  وَكَـأنَّ  قَلْبَ سُمَيَّةٍ  صَخْرٌ  أَصَـمْ

مَاذَا  جَرَى  كَانَتْ  سُمَيَّةُ  مَرْهَمًا  **  أَخْـلاَقُهَا  شَهْـدٌ  وَمَنْطِقُهَــا  حِكَـمْ

مِنْ حُسْنِ  مَنْطِقِهَا  وفَرْطِ  ذَكَائِهَا  **  قَالُـوا  سُمَيَّـةُ  عَقْلُهَـا  طَـوْدٌ  أَشَمْ

تِـلْكَ  النَّمِيمَةُ غَيَّرَتْ  مِنْ  طَبْعِهَـا  **  إنّ  النَّمِيمَـةَ  فِعْـلُ مُنْحَـطِّ  الْقِـيَـمْ

سَمِعَتْ سُمَيَّةُ صَـوْتَ  زَيْدٍ قَدْ عَلاَ  **  قَـالَتْ  أَتَى  هَذَا اللَّئِيمُ  وَقَدْ هَـجَمْ

أَهْـلاً بِزَوْجِـي الْفَذِّ  أَهْـلاً  فَارْتَقِبْ  **  كُلَّ الْمَشَاكِلِ  يَاصَدِيقِـي الْمُحْتَرَمْ

أَهْـلاً وَمَرْحًا  كَمْ  خَدَعْـتَ  سُمَيَّـةً  **  تَغْتَابُنِي  مِـنْ خَلْفِ ظَهْرِي يَاقَزَمْ

وَتَسُبُّـنِـي  سَــبَّ اللَّئِيـمِ  مُجَـاهِــرًا  **  وَتُبِيحُ عِرْضِي  لِلْقَرِيبِ  إِذَا شَتَمْ

زَيْــدٌ  تَأَمَّـلَ  وَجْهَـهَــا  مُسْتَغْـرِبًـا  **  وَرَأَى عَلَى وَجْهِ الْحَبِيبَةِ ألْفَ غَمْ

فَمَشَى إِلَيْهَا  كَيْفَ  حَالُ  عَزِيزَتِي  **  كَيْفَ الْغَـزَالُ وَضَمَّهَـا  ثُمَّ  ابْتَسَمْ

قَالَتْ  بِرَبِّـكَ  هَـلْ  سُمَيَّـةُ  زَوْجَـةٌ  **  تُرْضِيكَ أَمْ تَـأْوِي بِبَيْتِـكَ كَـالْخَدَمْ

فَـأَجَـابَهَــا  مَهْــلاً  سُمَـيَّــةُ  إِنَّنِــي  **  فِي  حِيرَةٍ  مِمَّا سَمِعْتُ  نَعَمْ  نَعَمْ

أنَـا  يَـا سُمَيَّةُ  فِي هَــوَاكِ  مُعَـذَّبٌ  **  أَنْتِ  النَّشِيدُ بِخَاطِرِي  أَنْتِ النَّغَمْ

أَنْتِ الْحُـرُوفُ  إِذَا كَتَبْـتُ  قَصِيـدَةً  **  أَنْتِ  الْمِـدَادُ  وَأَنْتِ فِي كَفِّي  قَلَمْ

أَنْتِ الْوُرُودُ بِرَوْضَتِي  مُذْ أَشْرَقَتْ  **  شَمْـسُ  الْمَوَدَّةِ  بَيْنَـنَا  مُنْذُ  الْقِدَمْ

أَنْتِ الزُّهُورُ وَأنتِ مُزْنُ خَوَاطِرِي  **  وَعَلَيْهِ أُقْسِمُ إنْ سَيُرْضِيكِ  الْقَسَمْ

قَـالَتْ  صَـدَقْتَ  وَمَا  بِقَلْبِكَ  رِيْبَـةٌ  **  إِنِّي ابْتُلِيتُ بِجَـارَتِيْ بَـلْ بِنْتِ عَمْ

تُـمْــلِـي  أَحَــادِيـثَ النَّمِيمَــةِ  بَيْنَنَـا  **  جَلَبَتْ لَنَا  كُلَّ  الْمَصَائِبِ  وَالنِّقَمْ

فَحَـذَارِ مِنْ غَـزْوِ الْحَسُـودِ  وَشَـرِّهِ  **  إِنَّ  الْحَسُودَ إِذَا اسْتَطَاعَ النَّـمَّ نَـمْ

أَفْـكَــارُهُ  نَــارٌ  تَلَظَّـى  فِي الْحَشَـا  **  وَعُيُونُهُ الْبُرْكَـانُ  تَرْمِي  بِالْحُمَمْ

نُـصْـحُ الْحَسُـودِ  عَقَـارِبٌ وَثَعَـالِبٌ  **  مَكْـرٌ يُزَاوِلُهُ وَمَهْمَـا اسْطَاعَ سَـمْ

كَــمْ  فَـرَّقُــوا  بِـالنَّــمِّ  بَيْنَ  أَحِبَّــةٍ  **  وَبِحِقْـدِهِمْ  هَدَمُوا بُيُوتًا  كَمْ  وَكَمْ

وَبِخُبْثِهِمْ  كَمْ  مَزَّقُـوا   مِنْ  أُسْـرَةٍ  **  كَالسِّحْـرِ  يَا خِلِّيْ يُفَرِّقُ مَا انْتَظَمْ

يَـاجَـارَتًـا  إِنِّي  كَرِهْتُكِ  فَاغْـرُبِي  **  شَيْطَـانُكِ الأَفعْـى تَكَشَّفَ وَانْهَـزَمْ

عُوذُوا بِرَبِّ الْعَرْشِ  مِنْ حُسَّادِكُمْ  **  قَـدْ  فَازَ  مَنْ بِاللهِ  لاَذَ أَوِ اعْتَصَمْ

* * * * * * * * * * *