رَوْضُ الشِّعْر وَالنَّثْر

بقلم الدكتور / عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل ............................................. ( w w w . A H D A L . C O M )..

أب أنت أم صخر

شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل

رَأَيْـتُــكَ  تَـلْعَـبُ  وَقْـتَ  السَّحَـرْ  **  بَعِيْـدًا  عَنِ  الأَهْـلِ بُعْدَ الْقَمَرْ

وَقَبْــلَكَ  خِنْـزَبُ  يَـرْسُـمُ  دَرْبًــا  **  مَلِيْــأً  بِغَـدْرٍ  عَمِيْـقِ الضَّـرَرْ

وَخَـلْفَــكَ  يَـرْكُـضُ  لَيْــلٌ  بَهِيْـمٌ  **  عَـلَيْـهِ  سِمَـاتٌ  تُشِيْـنُ  الْبَشَرْ

وَحَـوْلَكَ  رَهْـطٌ  كَإِعْصَـارِ  نَارٍ  **  سَرَتْ  فِيْ هَشِيْمٍ قُبَيْلَ  السَّحَرْ

وَوَجْهُكَ فِيْهِ  اصْفِـرَارُ الْمَرِيْضِ  **  بِــدَاءٍ  عُـضَـالٍ  كَدَاءِ  الْبَطَرْ

تَــأَمَّـلْتُ  وَجْـهَــكَ  فِـيْ  حِـيْـرَةٍ  **  وَقَدْ سَالَ دَمْعِيْ  وَقَلْبِيْ انْفَطَرْ

وَقُلْتُ لِنَفْسِيْ انْظُـرِيْ ( مَعْمَرًا )  **  أَخَا ( قُنْفُذٍ ) قَـدْ عَلاَهُ الضَّجَرْ

أَلَمْ  يَرْتَـدِعْ  عَنْ غُـوَاةِ  الرِّفَـاقِ  **  وَأَهْلِ النِّفَاقِ  وَرَهْـطِ  السَّهَـرْ

أَلَمْ  يَبْتَعِدْ  عَنْ طَـرِيْقِ الضَّـلاَلِ  **  وَدَرْبِ  الضَّيَاعِ  وَأَهْلِ الْعَوَرْ

تَـقَهْـقَــرَ  فِــيْ  دَرْسِــهِ  حِـقْبَــةً  **  فَـأَيْـنَ  التَّفَـكُّــرُ  أَيْـنَ النَّـظَــرْ

فَـقَـالَـتْ  دَعِ الْحُـزْنَ  يَـاسَيِّــدِيْ  **  فَلَيْسَ  الْفَتَى  وَحْدَهُ مَـنْ  غَدَرْ

أَبُوْهُ ارْتَقَى فَوْقَ عَرْشِ التَّسَاهُلِ  **  وَالأُمُّ  تَعْشَـقُ  لَـيْــلَ  السَّـمَـرْ

وَلَــمْ  يَـمْتَـلِكْ  سُـلَّمًــا  لِلـرُّقِــيِّ  **  وَلَمْ يَعْرِفِ الطِّفْلُ عَزْفَ الْوَتَرْ

وَأَصْبَــحَ  يَعْــرُجُ  فِـيْ  قَـوْمِــهِ  **  وَلَوْلاَ اصْطِبَارُ  الْفَتَى لانْتَحَـرْ

وَخِنْزَبُ  يَخْطُـرُ  مِـنْ  فَـرْحَــةٍ  **  كَذِئْبٍ رَأَى الضَّأْنَ بَيْنَ الشَّجَرْ

فَـيَغْــزُوْ  الْفَتَـى  بَيْــنَ  أَفْـكَـارِهِ  **  فَلَـمْ  يَبْـقَ  لِلْخَيْـرِ  فِيْهَـا الأَثَـرْ

فَيَسْبَحُ  فِيْ  ظُلْمَـةِ  الْمُخْـزِيَـاتِ  **  وَيَمْشِيْ  عَلَى نَـافِثَـاتِ  الشَّرَرْ

تَغَـذَّى  عَلَى  اللَّهْـوِ   مُسْتَهْتِـرًا  **  وَعَاشَ  وَفِيْ نَـاظِرَيْهِ  الْقِصَـرْ

أَبٌ  أَنْتَ  أَمْ  صَـخْـرَةٌ  صَلْــدَةٌ  **  وَزَوْجُـكَ  أُمٌّ  تُـرَى  أَمْ  حَجَرْ

أَبٌ أَنْتَ أَمْ سَـوْءَةٌ  فِيْ  الْـوَرَى  **  وَزَوْجُـــكَ  أُمٌّ تُــرَى  أَمْ  قَـذَرْ

أَتَـتْـرُكُ  طِـفْــلاً  بِـلاَ  رَحْـمَــةٍ  **  وَتَـرْمِيْـهِ  ظُلْمًــا  فَـأَيْنَ الْحَـذَرْ

سَتُسْـأَلُ  يَـاصَـاحِ  فِيْ  مَوْقِـفٍ  **  مَهِيْـبٍ عَـظِيْــمٍ  وَأَيْـنَ  الْمَفَــرْ

سَتُسْـأَلُ  عَـنْ  طِفْـلَــةٍ  أُهْمِـلَتْ  **  وَطِفْلٍ  وَتَهْوِيْ  غَـدًا فِيْ سَقَـرْ

فَهَلاَّ  ارْتَدَعْـتَ بِنُصْحِ النَّصِيْـحِ  **  وَتُبْتَ  مِنَ  الظُّلْـمِ قَبْلَ الْخَطَـرْ

وَعَلَّمْتَ طِفْـلَكَ  دَرْبَ الصَّـلاَحِ  **  وَجَـنَّبْتَــهُ  دَرْبَ  شُـؤْمٍ  وَشَــرْ

وَيَـا أُمُّ  لَسْتِ  بِمَنْـآ عَنِ الْـوِزْرِ  **  حِـيْــنَ  اسْتَهَنْتِ  بِطِفْـلٍ  أَغَـرْ

فَمَنْ أَهْمَلَتْ  طِفْلَهَـا  فِيْ صِبَـاهُ  **  سَتَلْقَـى  النَّـدَامَــةَ عِنْـدَ  الْكِبَــرْ

وَفِيْ  مَوْقِفِ  الْحَشْرِ  مَسْؤُوْلَـةٌ  **  وَأَيْـنَ  الْمَفَــرُّ  وَأَيْـنَ  الْمَـفَـــرّْ

فَتُـوْبِـيْ  إِلَى  اللهِ  مِـنْ  غَفْـلَــةٍ  **  هَـنِيْئًــا  لِمَــنْ  آبَ  ثُــمَّ  ادَّكَـرْ

* * * * * * * * * * *