رَوْضُ الشِّعْر وَالنَّثْر

بقلم الدكتور / عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل ............................................. ( w w w . A H D A L . C O M )..

فاقنع بماقسم المولى

شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل

سَئِمْــتُ  مِـنْ  وَطْــأَةِ  الآلامِ  وَالسَّـقَـمِ  **  وَوَطْأَةُ الدَّيْنِ أَعْتَى مِنْ لَظَـى الْحُمَـمِ

أَبِيْتُ  مُـنْغَـمِسًــا  فِـيْ  حَـــرِّ  مَسْغَبَــةٍ  **  وَأَسْتَفِيْـقُ  عَـلَى  الأَحْـزَانِ  وَالنَّـدَمِ

كَـأَنَّمَـا  الْفَقْـرُ  عُضْـوٌ  سَاكِنٌ  جَـسَدِيْ  **  وَفِيْـهِ  مَجْرَى دَمِـيْ كَالرُّوْحِ وَالنَّسَمِ

سَلَكْتُ دَرْبَ  ذَوِي الأَمْـوَالِ مُصْطَحِبًـا  **  أَعْلاَمَ  أَهْلِ  الْغِنَى  وَالْعَزْمِ  وَالْهِمَمِ

شَارَكْتُ  فِيْ  مُنْتَدَى  التُّـجَّارِ  مُمْتَطِيًا  **  مُهْــرَ  التَّمَلُّــقِ  وَالتَّـدْلِيْسِ  وَالْقَسَــمِ

أَشْهَرْتُ سَيْفًا  وَأَطْلَقْتُ  اللِّسَانَ  هَـوَىً  **  لأَحْتَمِيْ  بِحِمَى سَيْفِيْ  وَلَـذْعِ  فَمَـيِ

الْغِــشُّ  صَـاحَبَنِيْ  دَهْـرًا  وَلِـي  شَبَـهٌ  **  أَشَــدُّ  غِشًّـا  مِـنَ  الظَّلْمَـاءِ  وَالظُّلَمِ

تَرَبَّعَ الصَّحْبُ  عَرْشَ الْفَخْرِ فَافْتَخَرَتْ  **  نَفْسِـيْ  وَتَوَّجْتُهَــا  كَـالسَّيِّـدِ  الْقَــزَمِ

صِفَاتُ أَهْلِ الْغِنَى اخْضَرَّتْ بِخَاطِرَتِي  **  فَخِلْتُنِي  كَوْكَبًـا  يَعْلُـوْ عَـلَى  النُّجُـمِ

مَضَتْ  دُهُــوْرٌ  وَأَعْــوَامٌ  وَمَـا  فَتِئَتْ  **  مَخَالِبُ  الْفَقْـرِ فِي رَأْسِي إِلَى قَدَمِي

فَـأَيْـقَــنَ  الْعَقْــلُ  أَنَّ  الــرِّزْقَ  قَسَّمَـهُ  **  رَبُّ  الْبَرِيَّـةِ  بَـيْنَ  الْخَلْـقِ  وَالْبُهُــمِ

لَوْكَـانَ  رِزْقُ  الْفَتَى  بِالْجِـدِّ  مَا بَلَغَتْ  **  حُثَالَـةُ  النَّـاسِ  يَـوْمًـا  قِمَّــةَ  الْقِمَــمِ

أَوْكَانَ  بِـالْعِلْـمِ  مَا اغْتَالَـتْ  مَشَايِخَنَـا  **  هُمُوْمُ  فَقْـرٍ  وَصِنْوُ الْجَهْـلِ  فِي نِعَـمِ

فَالرِّزْقُ كَالْمَوْتِ يَجْرِيْ خَلْفَ صَاحِبِهِ  **  وَلَوْ  تَخَبَّـأَ  تَحْـتَ  الأَرْضِ  وَالأُطُـمِ

فَاقْنَعْ   بِمَاقَسَـمَ  الْمَوْلَى  فَذَاكَ   غِنًى  **  قَنَـاعَةُ  الْمَرْءِ  كَنْـزُ  الْفَخْـرِ  وَالشِّيَـمِ

* * * * * * * * * * *