شعر الدكتور/ عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل
ضَلَلْتَ عَنِ الطَّرِيْـقِ الْمُسْتَقِيْـمِ ** وَتُهْـتَ بِظُلْمَـةِ اللَّيْــلِ الْبَهِيْــــمِ
لسَـانُــكَ فِيْــهِ ثَـرْثَــرَةٌ وَتِيْــــهٌ ** وَفِيْـهِ سَفَـاهَـةُ الرَّجُـلِ الْوَخِيْـــمِ
وَفِكْـرُكَ يَرْتَوِي مِـن بِـئْـرِ غَـيٍّ ** وَبِئْــرِ الْغَـيِّ مَمْلَكَــةُ الرَّجِيْـــمِ
أَتُنْكِـرُ خَالِقًــا خَلَــقَ الْبَـرَايَـــا ** فَمَنْ خَلَـقَ الْبَرِيَّـةَ مِنْ قَدِيْـمِ
أَتُنْكِرُ خَالِقًـا ! وَالْكَـوْنُ يَزْهُـو ** بِتَنْظِيْـمٍ مِـنَ الْمَلِـكِ الْعَظِيْـــمِ
وَتِلْكَ الشَّمْسُ سَـاطِعَـةً بِنُـوْرٍ ** عَلَى الدُّنْيَــا بِتَنْظِيْــمٍ حَكِيْـــمِ
فَمَنْ رَفَـعَ الْكَوَاكِـبَ فِي سَمَاءٍ ** مُـزَيَّـنَـــةٍ بِـأَشْكَـــالِ النُّجُــومِ
غِلاَفُ الْجَـوِّ مَخْـلُوْقٌ رَهِيْــبٌ ** وَفِيْـهِ حِمَـاكَ مِـنْ ضُرٍّ أَلِيْـمِ
فَمَنْ جَعَـلَ الْغِلاَفَ لِحِفْظِ خَلْـقٍ ** عَلَى أَرْضٍ سِوَى الرَّبِّ الْعَلِيْـمِ
وَكَمْ فِي الْبَحْرِ مِنْ عَجَبٍ عُجَابٍ ** فَنَشْكُـرُ ذَا الْجَـلاَلِ عَلَى النَّعِيْـمِ
فَهَـلْ شَارَكْتَ فِي صُنْعٍ بَدِيْـعٍ ** وَهَلْ شَارَكْتَ فِي رَفْـعِ الْغُيُـومِ
وَهَلْ صَنَعَتْ يَـدَاكَ وَلَـوْ ذُبَابًــا ** صَغِيْــرَ الْحَجْمِ ذَا قَلْبٍ سَلِيْـمِ
وَهَلْ تَدْرِي بِرُوْحِكِ أَيْنَ تَـأْوِي ** إِذَا مَــا نِمْـتَ فِي جَـوِّ النَّسِيْــمِ
خَسِئْتَ فَأَنْتَ ذُو عَقْـلٍ عَقِيْــمٍ ** وَلَمْ تَـدْرِ الصَّحِيْحَ مِنَ السَّقِيْــمِ
أَتَهْـزَأُ بِالرَّسُـوْلِ أَلَسْتَ تَـدْرِي ** سَتَصْلَى فِي غَـدٍ نَــارَ الْجَحِيْــمِ
رَسُولُ اللهِ ذُو شَـرَفٍ عَظِيـــمٍ ** رَفِيْـعُ الْقَـدْرِ ذُو فَضْـلٍ عَمِيْــمِ
أَتَانَــا بِالْهُـدَى فَـأَزَاحَ ظُلْمًــــا ** ضَرَاوَتُــهُ أَشَـدُّ مِـنَ السُّمُــومِ
بَشِيْــرٌ مُنْـــذِرٌ بَـــرٌّ رَحِـيْــــمٌ ** يَسِيْرُ عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيْــمِ
لَـهُ الْقُــرْآنُ مُعْجِــزَةً مُحَاطًــا ** بِحِفْـظِ اللهِ مِـنْ غِـشِّ الظَّلُــوْمِ
فَتُـبْ وَارْجِـعْ فَلَيْسَ الْغَـيُّ فَخْـرًا ** وَإِنَّ الْفَخْــرَ مَنْقَصَـةُ اللَّئِيْـــمِ
* * * * * * * * * * *