رَوْضُ الشِّعْر وَالنَّثْر

بقلم الدكتور / عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل ............................................. ( w w w . A H D A L . C O M )..

المساجلات الشعرية رقم – 10

الأهدل

نثرت  لآلـئ   مـزنـة  المرجـان  **  فاهتز  نـاد الشعـر  كالنشـوان

واخضر زهر اللفظ  حين تدفقت  **  همم الكـرام  ومنبـع  العرفـان

والطير  غنى فوق  أشجار  النقا  **  والورد يزهو  من جميل معان

والعاشقـون  تمـايلوا طربا  على  **  نغم  الأخـوة من بنـي  الإنسان

حـقـا مآثركم أضاءت في الورى  **  كالشمس سـاطعة بـكـل  مكـان

ولكـم صـفات ترتقـي قمم  العلى  **  أخـلاقـكم  تعـلو  على   كيوان

ولـقد  دخـلت المنتدى من أجـلكم  **  لولاكمو  ما كنت  في  الميدان

أنتم غـرستم  في جمال  ريـاضه  **  غررا ستبقى في مدى الأزمان

هيا  انثروا دررا  ولست  بمنكر  **  أني  أخو  التقصير  يا إخواني

عندي أمل

بل أنت من غرس الجمال بروضة  **  تسبـي العقـول بحسنهـا الفتـان

( ولقد دخلت المنتدى  من أجلكم )  **  ضيفا ولست  منـازل الفرسان

أجني  الثمـار  مـن المعانـي  ثــرّة  **  مـن أذفـر  كالـورد والريحـان

انـظـم  فنظـمـك  كاللآلـيء عـقــده  **  درر البحـور  وحلية النسـوان

ما اخضرّ  زهـر اللفظ إلا بعـد مـا  **  جــاد الغـمـام  بـكـفـه  الهـتـان

سأظل أنهـل مـن مصافي شعـركـم  **  مادام مني الروح في  جثماني

يحيى معيدي

فـاض البيان  بصـادق  الوجدان  **  وزهت رؤى  بمشاعري وجناني

والفجـر أسفر عن ورود أرسلت  **  نفـحاتـهـا   فـي  طلـهـا  الهـتــان

والزهـر  يبسـم  للجـداول حـوله  **  والروض يرقص في ظلال البان

فنسجت من وحي الخيال قصيدة  **  ومـزجـتـهـا  بـالحــب  للإخــوان

مـا أحسن الشعر  الجـميل  يبثـه  **  بـحـر  الـوفـاء  بـروعـة  التبيـان

فيطوف في فلك الهدايـة  مشرقا  **  بـجـذا  الـوقـار ومشعـل الإيـمـان

طاب المكان وزان من أنـواركم  **  وزهـا  افتخـارا  واحـتفى  بأمـان

رؤبة بن العجاج

سالم بن عبدالله ابن جحزر التميمي

أبو الهذيل

سُقيَ  الكثيبُ  ومرتعُ  الغـزلانِ  **  من كل  أدهمَ  راعد  الأركـانِ

تَلِدُ  السيولُ  بريعها  من مُـزْنِـهِ  **  ملقـوحـةً  بالوَحْـل  والهـمَـلانِ

إنّي – وعهدي بالأحبّة غابـرٌ –  **  ما زلـت منقطعـاً إلى الأزمـانِ

فإذا أعدتُّ  إلى المسامع ذكرهَـا  **  شرَقت بجوفيَ  أَدْمَـعُ الأجفـانِ

كفكف بكفـك ما اشْرأبَّ رعيلُهـا  **  وردِ الفصيحَ شُفيتَ من حـرّانِ

ورِدِ الفصيحَ إذا استباك  عبيـرُهُ  **  من كـل  زهـرٍ  آنِـقِ  البستـانِ

حفـتـه  أجنحـة  ترفـرف  نشـوةً  **  من  رشفها  بخنـادر  الألحـانِ

إن كنت تسأل مُعْجِباً من زهوها  **  فاسمع قريضاً  من فـم التبيـانِ

( نُثرت  لالئ  مـزنـة المرجـانِ  **  فاهتزّ نادي الشعر كالنشوانِ )

الأهدل

رقــص الـربـيــع  لـزورة  الـهـتـــان  **  وتـراقـص  الأزهــار  والقـمــران

وشـدت  طيـور  الفـرقـديـن  بنـغـمـة  **  طرب  القصـيد  لصـوتـها  الفتـان

فأتت زهور الروض  تهدي  عطْرها  **  وأريـج  ورد  فـي  ربـا البسـتــان

درر  أحـــاط  بـهــا  جـمــال  رائــع  **  وقصـائـد  تـزهـو  علـى  الأقـران

من  كـامـل  نسـج  الأحـبــة  وزنـهـا  **  واللـفـظ  مـحـشـو  بحـسـن  بـيـان

يا روضـة  بـالحـسن  أثمـر غـرسهـا  **  وجمال  غرس  من  لسان  حسان

عـنــدي  هـنـا أمـل  أفــاض يـراعــه  **  فاسـمـع  قصيـدتـه  مـع  الإذعـان

( بل أنت من غرس الجـمال بروضة  **  تسبي  العـقـول  بحـسنها  الفتان )

أو كنـت   في  المعنى  الجـلي  متيما  **  فـانـشـد ليـحـيــى  زيـنــة  الشبـان

( فـاض  البيـان   بصـادق  الوجـدان  **  وزهت رؤى بمشاعري وجناني )

ولـرؤبــة  فـانـشـــد  فـرؤبــة فـارس  **  في الشعر واسمـع  نغمة  الفرسان

( سُقـيَ  الكـثـيبُ  ومـرتـعُ  الغـزلانِ  **  من  كل  أدهـمَ  راعـد  الأركانِ )

يحيى معيدي

يا حامل  القرآن   بشرى  فالذي  **  قــد  أنــزل  الـقـرآن  للإنـســان

جعل  السعادة  في رياض كتـابه  **  فـاهنـأ  بحـفـظ  الآي  والإتـقـان

روح الحياة هو الهدى نسمـو بـه  **  فـالـعــز  بالـتــوحيــد  والـقـرآن

كالنبت ينمـو  بالغيـوث ويرتوي  **  ومع الجفـاف  يطيح  بالأغصان

ياحـامل  القرآن  روضك  مثمر  **  فاسعد  بمـنحة   ربـك   الرحمن

ياحامل  القرآن  زر  دار  السها  **  وطف البقاع وسـر على الأكوان

تجـد العلوم ضيـاء  كل بصـيـرة  **  وهـي  الشفــاء لـتـائـهٍ  حـيــران

اثنان لو طرد الفتى  بهما الهوى  **  نـال  الفضـيـلـة  في أجـل مكـان

علـم الشريعـة  والتقـى  خـل لها  **  سـيَّــان  بـالإخــلاص  يـلتزمـان

عندي أمل

هب النسيم  وقد  تمايل  زهركم  **  ونشيد شاعركم  هنا أشجـاني

وأزاح من قلبي شعارات الهوى  **  وأزال من همي ومن أحزاني

الشعر  هذا  لا  كمن  تاهت  به  **  سود  العيون  وهزة  الردفان

بحروفكم  يحلو القصيد  فنظمـه  **  من رؤبة  كالورد في البستان

هذا  ويحيى  للقريض  يصوغه  **  بـمـهـارة  كالصـائــغ الـفـنـان

وليد البغدادي

يـارب  إشـرح  مـهجـتـي  ببيـانِ   **  فلقـد  أتيـت  وعـقـدتـي  بـلسانـي

قـد  يمـمـت شطر  الفصيح فهالها  **  نور الفصاحة  جال  في الأركـان

وإذا  أنـا  كـالمـسـتـنـيـر  بـهـالـةٍ   **  فعجـبت  من شأني  وعُلْوِ  مكاني

فالأهـدل  المفـضال  هـذا  شيخـنا  **  روّى  قـلــوب  أحـبـةِ   التـبـيــانِ

وبحرف رؤبة وهي تهدي أحرفي  **  مـعـصـوبـة  تمضـي  لبـر  أمـان

وقدمت  من يحـيى  وقـلبي نابض  **  بالبشر … يا شكري ويا عرفاني

وإذا  العـبـيـر  تفــوحـت  نسماتـه  **  فـإذا  أنـا بـالقـرب  مـن  حـسّــانِ

وأنخـت  رحـلي  آمـلٌ  مـا عـنـده  **  ولقـد  يضـوع  المسـك  بالألحـانِ

وجـزا  نعيمـا  حـين جـمع  شملنا  **  رب  الـبــريــة  أكـرم  الأحـسـان

د. حسان الشناوي

ماذا يقـول الشعر مـن حسـان  **  والمبدعوه مضوا  بكـل  بيـان ؟

يحيى ورؤبة ، والوليد يؤمهم  **  شيـخ   جديـد  الفكـر  والأوزان

ألأهدل  الفذ الكريـم ألا تـرى  **  نـبـضـاتـه  سحـريـة الـخـفـقــان

وتربع الأمـل الذي هو عندنـا  **  بين الفحـول  الغـر من فـرسـان

يا سادة الحـرف النبيـل تحيـة  **  خجلى ، فهل أحظى بعود ثان ؟

يحيى معيدي

أرسلت طرفيَ  في حروف  معاني  **  فـوجـدت  حـرفك بـالغ  الأثـمـان

وهرعت أستبق الخطى  فـي  لهفـة  **  (يا كـامل الأشعار من وافـانـي؟)

فـأجـاب  ذاك  البـدر  فـي عـليـائـه  **  بـث  الـروائع  في عقـود  جمـان

هو أهدل الإفصاح كيف؟ ألا ترى؟  **  وأمـا سـمـعـت  بشعـره  الرنـان؟

وإذا شـد  الدكـتـور  حـسـان العــلا  **  رقصت مشاعرنا  مـدى الأزمان

ولرؤبـة  العـجاج   حـرف  مـسجم  **  عـذب  وحـس مـرهـف الوجـدان

يرخي  على الأسماع  أحلى  لفظـة  **  فيطيـر  نـحـو نـشـيــده  تحـنانـي

ونـهـيـم  فـي  درر  الـوليـد   بهيـة  **  سامـي  الجـمـال  مشنـف  الآذان

ويطـوف  في  عليائنا (عندي أمل)  **  حـتـى  أطــل  بــوارف  الأفـنـان

ونعـيـم  يسبـر   للفـوارس   دربهم  **  ويطـوف  خارج  نقطـة  الميـدان

مـاذا  أقـول  أحبـتـي   وأنـا  الـذي  **  أقحمت نفسي بل غدوت الجاني؟!

الأهدل

حـي  الأشـاوس  منـبـع  العـرفـان  **  وارشف رحيق الشهد من بستان

وانظر إلى الأغصان كيف تمايلت  **  طـربـا   بنـخـبـة  ســادة أعـيـان

عشقوا القريض  فسال من أفكـاره  **  مسحـر البيـان  مرصعـا بمـعـان

مـلأ  الصـحائـف  رقــة  ولطـافـة  **  وسقى  العقول  حـلاوة  الإيمـان

ما أعذب السحر الحلال  إذا انتقى  **  ثـوب الهـدى  في  لفظـه  الفتـان

ما أجمل  الشعـر  المكلل   بالتقـى  **  مـتـربـعـا  عـرشـا  مـن التبـيـان

سيروا  إلى العلياء  فـوق  تواضع  **  أنـتــم  لآلـئ  سـاحــة  الأذهــان

أنتـم  بنـاة  المجـد  منبـع  حـكـمـة  **  أنـتــم  مـنـارة  شـرعــة  الديـان

يحيى معيدي

أشـتـــم  فـيـك  نـسـائــم  الـريـحــان  **  وأهيم  فـي  مـرآك  يـا بستانـي

مرحى فأنت ليَ الرياض  وصـفوها  **  ونعيمـها  يرتـاح  فيـك  كيـانـي

شمس الضحى بدر الدجى طل همى  **  فـي الفجـر ما أحـلاك من هـتان

إنـي  أرجَّـع  في  هــواك  فلم  أفـق  **  إلا  على جرس الـحـداء الثـانـي

أرسلت  فـي  دنيـاك  كـل  قـصـيـدة  **  بشذى الأريج وسطرها وجداني

لو كنت موضوعا يسطر في الورى  **  لجعلت صـرحك  دائما  عنواني

قلبي  اصطفاك  أيـا فصـيح  محـبـة  **  فأنا الحروف  وأنت عذب بياني

الأهدل

لغة  الكتاب   قد  استقام  لسانـي  **  فـبـدا بليغـا  فيـه  كـل   بـيـان

لكنـاتـه  انـدثـرت  ولا عـوج بـه  **  كـلا  ولا لحـن  يـهـز كيـانـي

ولقد شفيت من التلعثم في الورى  **  ووقفـت أنشد في أجـل مـكـان

ناد الفصيح أضاء في فلك الدجى  **  لـولاك كـان بساحـة الخرسان

أنت  الشمـوع  تنوعت  أنوارهـا  **  كم أشرقت بين السطور معان

سحبـان قـس  والرقـاش  وحـاتـم  **  والشنفرى  والشاعر بن جنان

والزبرقان وكم  وكم من  شاعـر  **  لـولا الفصيـح لمـا بـدا لعـيـان

فاهنأ  أخـا الفصحى  فمثلك سيـد  **  ولسان مثلك فـوق  كل  لسـان

يحيى معيدي

هذي الرياض على ثراك جواني  **  وثمـارهـا  تـخـتــال  فيـك دوانـي

دار الفصيح  سلمت رمـزا للوفـا  **  لـغـة الخـلـود  ومـنـهـل العـرفـان

تهمي عليك المـزن سحا فارتوى  **  بالوكف  زرعـك  عابق  الكثبـان

كم شاقني ومض الخيـور ولفنـي  **  ثوب  البكور  ومنك  رمت بياني

مـاذا  أحـدث   أنـت  أغلى  درة  **  دمت  المنـار  على  دروب  تفان

فعل  الجمـود  تصرفت  أركانـه  **  زهوا . فكيف مصرف الأركان؟!

وجرى السكـون  تراقصا وكأنـه  **  يزجي  إلى الفتـح  العظيـم تهاني

أنت المنى  وأنا هنا أحكي المنى  **  للجيل  عبر  جوارحي   ولسانـي

نعيم الحداوي

وتـحـيـةٌ  مـنـي  لكـلِ  أحـبـتــي  **  ممزوجةٌ بـالعطـرِ   والـريحـانِ

فهم النجوم وهمْ شموسُ المنتدى  **  لم يـرقَ  منبرهمْ رئيـسُ  الجانِ

افلا ترى  الإبداع  في أشعارهم  **  اومـا تـرى التنسيقَ في الاوزانِ

هـيا  أُخـيةُ  لستُ  مثلـكِ  خائفـاً  **  صوغي القصيد ورددي الحاني

والشكـر  أحـمله   لكل  مشارك  **  صـاغ القصـيد باعـذب الالحـان

فتساقطت  كلمات  شعر كالندى  **  كـتـسـاقـط   الامـطـار  كالهتـان

يـامركب  الشعـراء  انـي  قـادم  **  فلتعذروا  صمتي  بحسن  بياني

لا يدرك الركـب المسافر من له  **  مثلي على  الاحـمال حـمل ثاني

ولتسمحوا لي  انمـا  انـا  سائـح  **  في البحر لا اقوى على الاوزانِ

عندي أمل

أسفـي  بأنـي  لست  أملـك  مثلكم  **  عزف الحـروف ودقة الأوزان

لكتبت ما يحوي الفؤاد من الهوى  **  يا أخوة  فـي  الـديـن  والإيمان

هـذا  الـوليد  وقـد  أطـل  بسحره  **  رقص الفصيح  بنظمـه  الرنان

والحسن كل الحـسن  في  أستاذنا  **  حسان راعي الجود  والإحسان

الأهدل

دار  الفصيح  ومرتع  الغزلان  **  فلك البقـاء على  مدى الأزمان

أنت الظلال وأنت خيمة  ناسك  **  مـتـعـبــد  بــتــلاوة  الــقـــرآن

أنت البحار نغوص في أعماقـه  **  فنرى الضياء يشع في الأركان

يا منتدى لك في القلـوب محبـة  **  وسلبـت  منـا  ساحـة  الأذهـان

أنى  لمثلك  نخبـة   يا  منتـدى  **  صفو  الوداد  ومنبع  الإحسـان

في  كل  آن  موجهـم   متدفـق  **  أريـت  مـوجـا   سيـره  بحنـان

أريت  موجا  بالضيـاء  مـكللا  **  وتـفـر منـه عصـابـة  الشيطـان

فلك التحية ما اهتدى بك حـائر  **  وهمى اليراع  عرائس الديـوان

د. حسان الشناوي

ياروضة  فاحـت  بخيـر  معانـي  **  وتـألـقـت   بـهـدايـة    الـقـرآن

وعلا سناها الشمس فامتلأ المدى  **  شعرا  وضيء الفكر والأوزان

الأهـدل  العـمــلاق  مـفتتـح بـها   **  خـط  المسير بصـادق الوجدان

من بعـده يحـيى يـرقـرق  شعره   **  من كـل معـنى مغْـرِب  جُوَّاني

ولرؤبة  العجـاج  حـومـة  طائـر  **  شـأت النسـور بـواثق الطـيران

وتواضع جـم لدى ( عندي أملْ )  **  وهـو  الذي  بسمـوقـه  متـداني

ونعيمنا المحـبوب  يأبى  غير أن  **  يـصْـغَـى  بـقـلـب أبـوة  هـتـان

وأراه  إن يدع  القـوافي  ترتجف  **  وتـلـبــه  مـن  دون  أي تــوان

مـاذا  أقـول  وقـد بـدأتــم  جـولـة  **  تـرسـي معـانيـها جــديـد  مبان

فكـأنـمـا  شـاء الكـريـم  لشعــرنـا  **  أن  يستعيد   مـفـاخر  الأزمان

فدعوا حروفي  تستظل  رياضكم  **  وتـــؤم  فـكـرا شـامــخ البنيـان

نسيبة

ما الخوف بي  بـل تعترينـي  رهبـةٌ  **  أن تضجر الصفحاتُ من هذياني !

هيـهـات  أن يـجـد الـيـراعُ  كـليـمـةً  **  ناهيـكَ شعـر (أهيـدلٍ) (حسـان) !!

(عندي أمل) أن تصفحوا وتردّدوا :  **  (يحيـا)  (نعيمـاً ) أُولـعـا  ببـيـان !

يحيى معيدي

تهوى القريض مشاعري وجناني  **  فأطيـب  في  أفيائكـم  تغشانـي

أمتاح منك  طيوف  معنى  رائـع  **  سطَّرتَه  في  صفحة  الأزمـان

ينساب شهدا  حيـن ترقصه علـى  **  حضـن   وتبعثه  على  ميـزان

يُلقي  على ركب النفـوس  بأنسـه  **  ويموج في التطواف كالفيضان

هو لوحة  عظمى  تزين  بريشـة  **  نقشت  بحـس   رائـع  الألـوان

الشعـر زيــن  يـا أحـبـة مـنـهــلا  **  وسنًـا  ودوحـة  عـاشق متـفـان

هو  نشوة  للروح لكن لـو جـرى  **  حُرَقا  تطاول  ضاربا   بسنـان

ينسل في  وقت  الهزيـع  مودعـا  **  ومع  البكـور  موشوشا يلقانـي

فأنـا هـو  وهـو الـذي  شعـت بـه  **  روحي . وأنتم  من بـه أغنانـي

الأهدل

دعني أردد  ما اصطفاه  لساني  **  في  روضة  الأحبـاب  والخـلان

واقطف فوائد  فالثمار  تنوعـت  **  فـي  روضـة  مخْضـرّة  الأفنـان

يا روضة صال اليراع بسوحها  **  وشدا  بأجمل   صـورة  الألحـان

فكأن أحرف لفظها قبس  الهدى  **  أو  برق  خيـر  ساطـع  اللمعـان

فيها استقى فكـرٌ فنـون معـارف  **  وبـدا  جليــا   مسلـك  الـحـيـران

فهي الربـيـع  تنوعـت  أزهـاره  **  فأريـجــه  كالمسـك   والريـحـان

يحيى وحسـان  أضـاءا سوحهـا  **  فكـأنـمـا  فـي سوحـهـا  فـجــران

كم مبدع في المنتدى ازدانت به  **  صحف القريض ومتحف الديوان

يحيى معيدي

مـن ها هنـا عبـق الـورود  اتـانـي  **  في موكب  الأنسام فاستهـوانـي

من ها هنـا أمضي وأقطع  ماخـرا  **  لجـج الحكيـم  وموجـه  أعيانـي

من ها هنا أخطـو ويسبقني الجوى  **  شـوقـا  يهنئ   فـارس  الميـدان

ما أروع الأنغـام  تشـرع بـحـرهـا  **  ربَّـانهـا  سحـر الـبيـان  السانـي

فـوق  الغمـام  تلـوح  بـدرا  نـيِّـرا  **  وعلى الثرى وشي من المرجان

يسمو  الخيـال  إذا  تباشـر  هائمـا  **  فـي  مهمــه الأفـكـار  والإتـقـان

يهوي  بنـاء  الصخـر  عند  تقـادم  **  وبناء لفـظ الحرف في استحسان

من ها هنا أرسلت حكمـة من رأى  **  ( أن البيـان مـفـاخـر الإنـسـان )

الأهدل

قـف على ربـوة مـع  الفرسـان  **  وانشـد الشعر  خمرة الأذهـان

ليس للشعر في السجـال  شبيـه  **  ليس  للشعر  في  الترنم  ثـان

كـم  نـراه   كفـارس   عبقـري  **  يطعن الخزي  طعنة الشجعان

يقـذف  اللفـظ  من  ثنايـاه  درا  **  ينسج النصح في عقود الجمان

و نـراه  كـغـيـدة   فـي  التثنـي  **  بلـبـاس   مـزخـرف  الألــوان

يستميـل النفـوس  للـزور حينـا  **  ويصـب الأذى  على  الشـبـان

ولـكـم  جـاءنـا  بـثـوب  فـقـيـه  **  عـالــم بـالـحـديــث  والـقــرآن

ولـه  في  الفصيـح  أخـذ  ورد  **  فلسـان  القصيـد  روح  البيـان

فاجعلوا شعركم عفيف المعاني  **  فلكـم  عبـت  ما  تخـط  بنانـي

عندي أمل

قد أوق الغصن الرطيب وحركت  **  ريح الصبا ما جال  في الأذهان

أحببتكـم  فـي الله  أخـوة  ضـادنـا  **  وبنيت صرح الحب في وجداني

فرسان ساحة شعرنا هذي الحـرو  **  ف سيوفكـم  في حومـة الميـدان

إن  النـفــوس  لتـستـلـذ  بنظمـكـم  **  كالمستـلـذ   بـحـلـــة  الإيــمــان

نعيم الحداوي

يا جـابر العـثرات  هـذا  حالنـا  **  ننساق فـي جهل  مع الشيطان

يقتادنـا  في  كـل  درب  شـاءه  **  لا مـانشـاء  بـزحمـة  الأوثان

أسرى  لديـه  مكبلـون   قيادنـا  **  طوق على الأعناق منه نعاني

يقتادنا   مع  كل  فجر  مشرق  **  وإذا  بـذاك  الفجـر  ليل  ثـان

من يعبد الشيطان  يلق مصيره  **  نـاراً ومن يقـوى على النيران

يا أمـة  الإسلام  أدمـى  أعيني  **  طفل يمـوت بطلقـة  من جاني

وتموت  في بغـداد ألف  صبية  **  ونعيش  في ألم  مع  الأحزان

ياكاتب  التـاريخ  هذا عصـرنا  **  دوّن  شهادة  حـاضر  ببيانـي

جفت من العين الدموع  وربما  **  يوما يجف  عن الكـلام لساني

د. حسان الشناوي

أطلق من الأوزان صـوت أذان  **  واملأ بـه ما شئت من وديـان

واصدح به في أمة العرب التي  **  جلعت هـداها نغمـة الشيطـان

واستبدلت  بالحق   شر  مناهج  **  مادت بهـا  في عالـم النسيـان

فكأنها   لم  تطلع  الأنوار  مـن  **  هدي  الحبيب  ومنهج القرآن

أولم نكن نحن الألى  سبقوا إلى  **  نيل  العـلا  وحقيقة  الإنسـان

ماذا  دهانا  فاستبد  بنا  الهـوى  **  وغدا التفرق  شيمة الخلان ؟

ربــاه  أدركـنـا  بلطـفــك  إنـنـا  **  غرقـى ببحـر ضائع الشطـآن

ما زال  فينا الخيـر  دفاقا  وقـد  **  مضت القلوب بهديها الرباني

يحيى معيدي

سـر  على الحـب رائـد الإتـقـان  **  وابعث الشعر وارف الأفـنان

فالخفيف   جـميل  لحن  تـهادى  **  كزهـور تـفـوح  فـي البستان

زف  في طيـه  الوصال وأبـدى  **  بسمة الحـب نـاعس الأجـفان

إيه ما الشعر في بروق حـروف  **  بـل  مـعـان  ورقـة الوجـدان

دمـت  يا أهـدل الفضـال  منـارا  **  عشت فخرا ومشعل الأزمان

ينثني الحـرف في رؤاك مـطيعا  **  كـلمـا   لحـت  مؤذنـا  ببنـان

مـاسهـام الكـليل باليـأس  يرمـي  **  كـسـهـام  قـويـة  فـي  كـيـان

ياخديـن  العلـوم  آنست  روحي  **  يـا حـكيما  تبددت  أشجـانـي

الأهدل

أنعـيـم  أدميـت القـلـوب  بنغـمـة  **  ونثرت دمعا سال في وجداني

أنعيم  ليتـك  مـا نسجـت قصيـدة  **  ونثرت  فيهـا  قسـوة العـدوان

أنا يا نعيم أبيت في غسق الدجى  **  متـألمـا  مـتـوســدا  أحــزانـي

ولكم أبيت  على الطوى  وأظلـه  **  حتى  أكاد   أنام  في  أكفانـي

الفجـر  ليـل  والنـهـار  ديـاجــر  **  والصبح محجوب عن العينـان

من يكتب  التأريخ  يدمع  جوفـه  **  ويـذوب من حسراتـه المتواني

يا أمـة  الإسلام   طفـل  يشتكـي  **  ويموت  شيـخ عاجـز  متفانـي

ومدافع  العـدوان  فـوق  رؤسنـا  **  ورؤسنا  تحنـوا  على الأذقـان

أين  الفتوة  والشجاعـة  لم  تبـن  **  أين  الأشاوس  إخـوة الإيـمـان

هيـا استعدوا  فالعدو  قد  ارتقـى  **  عرش التجبر مرتقى الشيطـان

دكوا  حصـون  الظلم  أنتم  أمـة  **  منصـورة   بمعونـة  الرحـمـن

نعيم الحداوي

لا للدمـوع  ولا ولا لمـوت حقيقـة  **  بانـت كـنـور الفـجـر للإنسـان

يا شيخنـا  هذا  هو  الحـال  الـذي  **  أمسى يفجر في الحشا بركاني

إن كــان  ليـلـك  حـالـك  بـسـواده  **  والدمـع من عينيك  هلّ مثاني

فهنـاك  من  باتت   تنادي  طفلهـا  **  وفـراشـه  قـد  لـفّ  بالنسيـان

والأم  ترجو  أن تراه  وقد  قضى  **  والروح  سابقة  الى  الرحمن

هـل  يـولـد   الإنسـان   إلا  مــرّة  **  لا  ليس  للإنسان عمر  ثانـي

يا  شيخنا  من   يستبيـح   دمـاءنـا  **  فغداً   سنلقاه   مـع  الشيطـان

ويـقـال  ما  ذنـب   الذين   قتلتهـم  **  وهناك  يوم  العرض  يلتقيان

وانظر بيوم العرض كم من مجرم  **  سينالـه  حـظ    من  النـيـران

يا شيخنا  إني  وإن   كان   اللظى  **  حـرف  يصاغ  فإنه اكـفـانـي

لا  تحـسبـن  الله   مخلـف  وعــده  **  إنا  لمنصورون   في  القرآن

يحيى معيدي

ربــاه  أنـت  مـصـرِّف  الأزمــان  **  فادفع  قـوى  العـدوان  والطغيـان

هُـجـر الهـدى وتأججـت في دربنـا  **  نـار العـدو  يعيـث  في  الأوطـان

فالمسجـد  الأقصى  أسيـر  يشتكي  **  يُرمـى  برجـس البغـي والصلبـان

وعلى الهضاب  تُراق أغلى مهجة  **  وغـراسـهــا  بجـمـاجــم الـشـبــان

لا عـار  يخـزي  كانتهـاك محـارم  **  ومـعـالـــم  تـكـتـــظ  بـالـعـرفــان

لا عـار ينكـي  كالنحيـب  مرجـعـا  **  بجـوى الجريح يبيت في الأحزان

عذرا أحبة قد صحوت على صدى  **  من رشقـة  فشحذت عـزم  بيانـي

وصدى زفيـر الشام يرجـع بالأسى  **  للرافـديـن  فـبـت   في  أشجـانـي

يا عُـرب فلتصـحُ  العزائـم  غـيـرة  **  للديـن  ولتقضـوا  على  العـدوان

عندي أمل

لا تحرقنْ  قلبي  بشجوك  حسـرة  **  يـا شيـخـنـا  فالـدمع  كالغـدران

يا شيخنـا  إنـا  أضـعـنـا   مجـدنـا  **  بعـزيمـة الـمـخـذول  والمتواني

أين الشجاعة غادرت من أرضنا؟  **  مجد مضى وانساب في النسيان

ماخلت  أن  المسلمين  تقهقـروا !  **  فـتــزوج  الإذعــان بـالـخــذلان

أين  الغـطارفــة  الـذيـن  تقـدمـوا  **  أفهـل  يقـوم  اليــوم جـيل  ثاني

الأهدل

النصـر آت  والطغـاة  ستلـتـوي  **  يدهـا وتخسـر زمـرة  الطغيـان

مهمـا ارتقى إبليس لم يـك فالحـا  **  ليس الفـلاح لعصبـة  الشيطـان

ما ذنـب من قتلـوا  ودمـر بيتهـم  **  ما ذنب من  هربوا من النيران

والأم  تفـقـد طفلهـا  فـي دربـهـا  **  والدمع  منهمـل  من  الأجـفـان

وترى الشباب قد اكتوت أجساده  **  ضربا وحرقا  والرضيع يعاني

يا أمة  غرقى  بلهـو  في  الـدنـا  **  فإلـى  مـتـى  يـا أمــة الإيـمـان

هـذا العـدو  أتـى  يدمـر ثروتـي  **  فتدرعوا  مـن هجمـة  البركـان

إن الـعـدو  يـدور  فـي جنباتـكـم  **  ويبـيـدكــم بـاللــف  والــدوران

فقفـوا بصدق  رافعيـن  سيوفكـم  **  والله  ناصركـم  على  العـدوان

نعيم الحداوي

يا جابر  العثرات  هذا  حـالنـا  **  أمـم  تقـاتلنـا  على  الإيمان

أمّـم  تحـاربنـا   على  أعـتابنا  **  ويقودهـم  إبـليـس  للنـيـران

يصفون بالإرهاب  كل  مدافع  **  ويقال  للمقتول  أنت الجاني

أشلاء  أمتنـا   تناثر  وصـلهـا  **  وتكالبت عُلـج على الفرسان

يا أمتي والعين  يقطر  دمـعها  **  والقلب منفطر  من الأحزان

زمن تحيرت  العقول بوصـفه  **  فغدت  زعامته  لعبد غواني

أمم  تسـابقـنا  بغـيـر  صـدارة  **  فصـدارة  الثقلين  بـالإيمـان

سيجر أذيال الهـزيمة  حـسـرة  **  من يسجدون لقـبلة الشيطان

رؤبة بن العجاج

سالم بن عبدالله ابن جحزر التميمي

أبو الهذيل

عفت  المعـارك  من  قنا الفرسـانِ  **  عَرِيـت مـن الرايـات والـعقبـانِ

عصفت بها هوج الهوانِ وأجهزت  **  بذمـائـهـا  أدبـارُ  كــل  جـبــانِ

ينـدبـن  كــل  سمـيـدعٍ   ومظـفَّــرٍ  **  أبُهُ الوغى والطعنُ في الأقـرانِ

أحسابُهُ  عند  احتضـار  حطـامهـم  **  شِـيَـمُ التـقـى  وشمـائـلُ الـقـرآنِ

دارت   برأسك   سكـرة  الحيـرانِ  **  إنَ  الـزمــان  لـدائِــمِ  الـدوَرَانِ

نهب الضباع  عرين  كل غضنفـرٍ  **  واستهـزأ  الحَـيَـوان   بالإنسـانِ

طُمِسَت  معالمُ   كلِّ  دارع   عـزّةٍ  **  وتطـاول العـريان   فـي البنيـانِ

وغـدا  الموادعُ   من  يهيم  بكفـرِهِ  **  وغدا المحـارَبَ  عابدُ الرحـمـنُ

يا طـرف  ويـحـك  أعمقـنَّ  تمعّنـاً  **  فلربمـا  استـهديت   نـارَ  سنـانِ

واستنبـحـنَّ  بلـيـل  كـربـك  ربـمـا  **  أسمعت  حيَّـاً  من  دعائَـك  دانِ

لـولا  مـآسـد   لــم تــزل  آسـادُهـا  **  بجبال “هندوكوش” و “الشيشانِ”

ما غصّت المـاءَ  القَـرَاح  حلوقُهـم  **  عبَّادِ  خشب  الصُلْب  والرهبانِ

د. حسان الشناوي

أيطوف  بالشعر  العنيف  جـنانـي  **  فيحـيله  حـمـمـا  مـن  البركـان ؟

ويعيـده  رعدا  غـضوبـا   ينتحـي  **  صوب الطغاة وعابدي الطغيان ؟

أو صرصرا  تجتـث  كـل  تجـبـر  **  تــردي  يـداه  كـرامـة الإنسـان ؟

أم  أنني  سأظـل  أسـكب   أدمعي  **  حزنا  على ما كان  من  أزمان ؟

وأسيـر  مـرتـقبـا  غـدا  فـي  كفـه  **  تعلـو  بنـصـر   راية  الإيـمـان ؟

مـاذا لـوَ  ان الشعر  صار  مَدافعا  **  وقنـابـلا  تخـلـو  مـن  النـيـران ؟

تنصب فوق رؤوس من ضلوا فلا  **  يـبـقـى  لهــم  إلا  أذى الشـنـآن ؟

فـلتمـلأ  الأحـقـاد  حـولهـم المـدى  **  أيـعــوق  ذر  حـائــم  العـقـبـان ؟

عذرا  إذا  حرفي  عـراه تنـاقـض  **  أو جاء  يحمل  حـرفـي الضـدان

يحيى معيدي

مـاذا  تقـول  خـواطـري  وجـناني  **  والليل  يجثم  والأسـى  يغشاني؟!

مـاذا  أقـول  وفي  الفـؤاد  تـمـزق  **  تـاهـت  مشاعر  أحـرفي  وبياني

مـاذا  أسطــر  للـزمـان  تـنـوعـت  **  صور المذابح في رؤى وجداني؟

ذبـلت ورود الشعـر في أغـصانهـا  **  وانهلّ  دمع الحزن  من أشجـاني

واسودّ في وضح النهار بخـاطري  **  أفـق  المسرة  واخـتفـت  ألحـاني

ياليت شعري هل تجود  مشاعري  **  عما جـرى من صـاعق النيران؟!

عـاث  الذليـل   بفسقـه  وتتـابعـت  **  نـقـمـاتـه  في  الأهـل  والأوطـان

ومشى يزف زوابعا  تحـثو  علـى  **  درب  الأمـان   مكايـد  الشيـطان

الأهدل

ماذا  أقول  وقد  بـدت  أحزانـي  **  وتضاءلت عن نصرتي إخواني

مـاذا أقـول ولست أملك  خنجـرا  **  مسمـومـة  كخـنـاجـر الطغـيـان

مـاذا أسطـر  في الدفـاتـر بعدمـا  **  ضرب العـدو منصتي وغزانـي

ومشى يدك  منـازلي ويسومـنـي  **  سوء العذاب  وذقت  ذل  هوان

أأذوب وحدي في صهاريج العدا  **  أأمـوت مـوت الصـيـد بالنيـران

فإلى متى وإلى متى وإلـى مـتـى  **  يبقى الغزاة على ثرى الأوطـان

يحيى معيدي

قصف العـدوُّ منـازل  الإيمان  **  وجـرى  يـمـد  قـنــاطـر العـدوان

واستمطر الذل  الخبيث بنفسه  **  ليـصـبـه  فـي  مـنـهـل  الإحسـان

يبغـي  ويقتـل  في فساد مهلك  **  للحـرث  والحرمات  في  البنيـان

أسفي على شيخ يجيش بحزنه  **  فـقـد  البنيـن  فلم  يطب    بأمـان

والأم كلمى تكتوي في حـسرة  **  حـرَّى   لقـتـل   ولـيدهـا  بعـيـان

دفعت بها  كف  اللئيم تبجـحـا  **  في  حـمـأة   التعـذيب   والبهتـان

لله  حـال  أسيــرة  تـأسى لهـا  **  كـل  الـقـلـوب  ببالـغ   الأحــزان

لله طـفـل  بــات  رهـن  تـألـم  **  حُرم  الحنان  وضـمـة الأحـضان

لله  مكلـوم  تـوسـد  صـخــرة  **  فارحم  إلهي  مـن  يبيت   يعـاني

اثنان  في  نظر  الأبي  مـذلة  **  وجـنــايــة  فـي عـالــم  الإنـســان

مكر اللئيم بذي الإباء  وظلمه  **  أمران – عن أولي النهى – مرَّان

نعيم الحداوي

قف يا رفيق الشعر مع عنواني  **  ولتبق مـع شعري الرقيق  ثـواني

ولتبتسم  من أحـرف  سطرتهـا  **  في وصف من يـوم اللقاء هـواني

فهي التي قـد اشعلـت بي حبهـا  **  فغـدوت كالمجنـون  في الـحـانـي

قـد أوقعتني في هواهـا  مرغماً  **  ما كنـت  أحسب   أنهـا  تبـلانـي

أحببتهـا حـبـاً  يـفـوق  فـؤادهـا  **  وفؤادهـا , قد  كنت , يوم ترانـي

وتعلـق  القلـب  المتيـم   بالتـي  **  كانت  تنـام  على  أذى   الحـاني

تـلك  المليحـة  قاتلتنـي  عينهـا  **  بُـرق  إذا  حل  الظـلام   تـرانـي

حـوراء عيني  لا تمـل عيونهـا  **  ولصوتهـا  همـس   يهـزّ  كيانـي

وبياضهـا  الفتّـان سـر جمـالهـا  **  كالقشطـة   البيـضـاء   كالألـبـان

لا تعجبـون  بمن  أحـب  فإنهـا  **  حسنـاء  في ثوب  من  الحرمـان

هي قطتي  فأدعوا بطول بقائها  **  وبـقـاء  سيدهـا   علـى  الإيـمـان

لا تبتسم يا من طلبت  قصيدتي  **  في وصف محبوبي الذي يهواني

الأهدل

يـا قـطـــة بـيـضــاء  كـالألـبـــان  **  هذا نعيم مـن هـواك يعانـي

صاغ القصيد من المحبة والهوى  **  وطلاه بالياقـوت والمـرجان

وصف  العيون بأنها  بـرق  فمـا  **  أحلا العيون  كبارق  الهتان

فـلذا خـطفت من  الحـداوي عقله  **  حتى غـدا المجنون بالألحان

أنعـيـم  فاصـطد   للحـبيبـة  فأرة  **  واشتر لها سمكا  من الدكان

واسدل عليها  ثوب لطف  منتقى  **  من رقـة  ونعـومـة  التحنان

هي  هرة  فمتى  تـزف  لزوجها  **  كبنات هر  صفوة  الحـيوان

فاهنأ  بقـطتك  الأليفـة   وانتظـر  **  بعد الزفاف تكاثـر  الولـدان

نعيم الحداوي

يـا شيـخـنـا  إنـي  بـهـا   مـتـولـع  **  وعلى  محـاسنـهـا  يـجـنّ  جنانـي

سبحان من جـعل النعـومـة لبسهـا  **  وكسى  الجـمال  بفروها   الفـتّـان

ولقـد  أتتني  فـي  المنـام  بقـصـة  **  وقصـيدة  وأسـمـع  لهـا  لتـعـانـي

فلربمـا  القـى  لـديـك  جـواب  ما  **  قـالـت  وتـأتـيـنـــي  لـه  بـبـيـــان

قالت   حبيبي   قد  أتانـي  خاطبا  **  ويـريد  أن  يأتيك , كيف  يرانـي؟

وتحمحمت  وتحنحنت  وتنحنحت  **  وتصـببت  عـرقـاً  علـى  القيطـان

واستدركت بالقول  ثم  تهـرهرت  **  بقـصـيــدة  مـن  أعـذب  الالحــان

وشكت لي الحال الذي هو حـالهـا  **  مـذ  قـابلتنـي  فـي  ربـيـع  الثانـي

قالت  لعمرك كم  أتـانـي خـاطبــاً  **  لكن  بقـربـك  قـد  نسيـت  مكانـي

ونسيت  أن الحـي  فيـه  بساسكـم  **  يـتـخـارشـون  لبسمـتــي  وحنانـي

ولـكـم  أتـي  قـط   يهــز  بـذيـلـة  **  والقـط  كـم  من  صيـده   أهدانـي

وأنظر إلى الطابور يطلب ودّ من  **  نثرت لك الدمعات , هل سيراني ؟

عندي أمل

قصـف العـدو  منـازلـي لـكـنـه  **  ما قـل مـن عزمـي  ومـن  إيمانـي

ساظـل أبطـش بالـعـدو مدافـعـا  **  بالروح عن عرضي وعن أوطاني

ضمدت جرحي بالبسالة والتقى  **  فالقـلب  درعـي  والسنـان  لسـاني

سأمـزق الأعـداء  شـر مـمـزق  **  فـالطـعـــن  بـالألـحــان  والأوزان

هذا جهـادي  لست أملك غـيـره  **  أرجـو القـبـول  بحـومــة  الميـدان

الأهدل

يـا عصبـة  الأحقـاد  والشنَـآن  **  يا بؤرة  التدمير  والأضغـان

سينالكم  إعصـار  نـار  هائـج  **  سيبيدكم  في  لحظـة  وثـوان

وإذا  قصفتـم  ثكنـة لمـجـاهــد  **  سيحل  ألف  حـافـظ  القـرآن

صوت المدافـع  لا تهز مُدافعا  **  عـن دينـه فاخسـأ  فإنـك فـان

وعواؤكـم لا يستفـز صغـارنـا  **  فضـلا عن الفتيـان  والشبـان

ستظل في عمق المذلة والونى  **  ستعيش مرعوبا حليف هوان

قلب  لنا  كجبال  مكة   شامخ  **  ومـدرع   بإضـاءة  الإيـمـان

عندي أمل

ومتى تسل البيـض من أغمادها  **  من كل هنـدي بجـنـب يمانـي

طـال  التصـبر  والقلـوب تفتت  **  وأذوق طعـم الذل والحرماني

فالقدس  أضحت  لليهود  مدينة  **  وكذا المزارع  في  ربا لبنان

هبـوا بني الإسلام نرجـع  دولة  **  دستورها   التطبيـق  بالقرآن

الأهدل

هبـوا  بني  الإسلام  هبة  مـارد  **  لا ينحني  في ساحـة الميـدان

أعطوا العدو من البسالة  حـصة  **  تطوي مآثره  مدى  الأزمـان

كم عاث في أرضي وزج بأمتي  **  فـي هــوة مـمـلــوة  بـهـــوان

فاستيقظوا  يا أمتي  من  غـفـلـة  **  إن  العـدو   يثور   كالبركان

فاطفـوا  شرارته  بكـل عـزيمـة  **  وتدرعـوا بالصـبـر والإيمـان

نعيم الحداوي

عـيــد  وأيّ  العـيـد   فيـه  بـيـانـي  **  عيد  المحبة   حـلّ  في  أوطانـي

عـيــد  تسابـقـت  الـزهـور  لنـيـلـة  **  فتـصــدّرت   حـمـراءه  المـيـدان

وتـقـدمـت  حـتـى  ظنـنـت  بـأنـهـا  **  قد  أُنّزلت  مـن  جـنـة الرضـوان

وتسابقـت  أمـم   لتجنـي   قطـفـهـا  **  وحظيـت  منهـا بالرحيـق  الفانـي

ومضـى النسيـم  ملاطفـاً  أحزانـي  **  وأستـوقـفـت  نسمـاتـه  أشـجـانـي

وتراقصت  أبيـات شعـري  عـذبـة  **  من  نـشـو  ورد  قطّفـةَ البستانـي

ونثـرت ما بين الورى لـي  عـبـرة  **  وختمـت  بالأمـل القـريـب بيـانـي

في زحمة الأحداث اطلق صرختي  **  فيضيع صوتي في صدى وجداني

يـا  جـابـر  العثرات  هـذا  حـالـنـا  **  فأرحـم برحمتك الضعيـف البانـي

* * * * * * * * * * *