رَوْضُ الشِّعْر وَالنَّثْر

بقلم الدكتور / عبد الرحمن بن عبد الرحمن شُمَيلة الأهدل ............................................. ( w w w . A H D A L . C O M )..

المساجلات الشعرية رقم – 1

جمال حسني الشرباتي

أنا أختفي خلف دمع العيون  **  أُعاني الرزايا وظلم البشر

فيا ناس  كفّـوا  فإن الحـيـاة  **  شقاءٌ  وبؤسٌ  ولا  تُنتظـر

البحتري

تظلُّ الدموعُ ونبضُ القصيد  **  شُراعَ محبٍّ علاهُ الكدر

حياةُ  الشقاءِ  وبؤس الحيـاة  **  سهامٌ رمتهُ  عيونُ القدر

وكيدُ الحسانِ  وظلمُ الزمان  **  مِدَقٌّ يدكُّ صمودَ الحجر

الأهدل

أليس الحيـاة  كطيف المنام  **  يمر كظلٍ ووهْـم الفِكَـر

وقلبٌ شغوف وينبض  حبا  **  بطيـفِ خيـالٍ لمنبع شر

عصام البشير

إذا كنتَ تَنشدُ عيشا هنيـاًّ  **  صفت عيْنُهُ عن قذى أو كَـدرْ

فأورِد مطايا العزيمةِ نبع  **  التُّــقى ؛ حبذا وِردهُ والصَّـدَرْ

الأهدل

وطر في سماء ودر خلف شمس  **  تسربل بضوء البها والقمر

فــإن  الصـفــاء  لسـر الـنـجــاح  **  وروح الهدى وسبيل الأَبـر

جمال حسني الشرباتي

أنا أنسحب من نزال العظام  **  رجال القوافي وشتّى الفكر

فيا قوم  إنّي خفيفٌ ضعيف  **  إذا رمت نصرا فلن أنتصر

الأهدل

عُظَام بضـم  وليس بكسـر  **  فشكـل  لتـوضيـح  لفـظ نـدر

وأنت على الشعر مستحوذ  **  تربعت عرش القوافي الغرر

عصام البشير

أُكافِئُ بالودِّ  ناقِض عهـدي  **  وبالوصلِ أجزي حبيبا هَجَرْ

أقايـضُ خيـراً بشرٍّ ، وكـلُّ  **  امْــرِئٍ مُنفقٌ  ما لديهِ حَضَرْ

الأهدل

وكم من محب ثنى عطفه  **  وأدبـر  كبـرا  بـتيـه  البطـر

فأهـديته  بسمة  الإبتهـاج  **  وورد الصفاء فحلمي انتصر

عصام البشير

تعلَّـقْ  بِشُمِّ المعالي  شُجـاعـا  **  ولا تُـرْعِ همـك بين الحفـرْ

وفي خالدٍ إذ قضى في فراشٍ  **  لأهل التوجُّس كُبرى العِبرْ

الأهدل

ويوم اتفاق الطغاة العتاة  **  على قتل طـه النبي الأغـر

فحيدرة نام فوق الفراش  **  وسيف المنايا كبرق المطر

عصام البشير

ألا كلُّ حيٍّ إلى الموتِ يغدو  **  وبعد الممـاتِ شؤونٌ أُخَـرْ

فشمِّرْ لنيلِ الجنانِ ، وكيْ لا  **  يمَسَّك حرُّ اللظى في سَقَـرْ

الأهدل

وأد الحقوق وطر  من  شقاق  **  وهل يركب الحر مهر البطر

وسر في طريق مضيء منير  **  فدرب  الغـواية  بئر  الخطر

شاطئ المرح

شكوت الحيـات فما حيلتـي  **  ضعيفُ هزيـلٌ كثيرُ العبـر

رسمت الحياة على مهجتي  **  فما العيش إلا حياةُ الصغر

شاطئ المرح

نظمتٌ القصيد على أنني  **  بفهم العروض ضعيف النظر

فلا النحو أعلم عن سـره  **  فـإنــي  أراه عـظـيـــمٌ  أمـــر

الأهدل

أتشكو  وأنت  السحـاب  الذي  **  يدر قصيدا كشكل المطر

وتـرسـم  لونـا بـديـع الجـمـال  **  كطفل  رقيق  بوجه أغر

حفظت العروض ونحو النحاة  **  فأنت الملقب  زين البشر

فللــه  درك  مـــن  شــاطـــئ  **  فسيح وسيـع كمـد البصر

شاطئ المرح

بديعٌ بقولك مد البصـر  **  عجيبٌ لأمرك زين البشر

ولكن جهلت على أنني  **  بجنبك أُصبح عديم الخبـر

الأهدل

أيا شاطئا  نلت كـل الوطـر  **  وسدت على بدوها والحضر

نظمت اللالئ وقت الأصيل  **  فجاءت كحسناء  بين المطر

أبو خالد

سنبقى نعيش بلا راحة  **  وخلف الهناء نقص الأثر

وتخطئ أحلامنا  دربه  **  وننسب  أخطاءنـا  للقـدر

شاطئ المرح

تلعثم شعري في خاطري  **  وأيقنت أني رذاذ المطر

فماذا  أقول  لأهـدل  إني  **  أراك جميلاً بنظم العبـر

الأهدل

بنى  خيمـة  من  جلود  البقـر  **  ويلبس صوفـا  وشعـر الوبـر

ويركب مهـرا من  الصافنـات  **  ويحـمـل  سيفـا  يقـد  الحجـر

ويسري مع الأسد عند الظـلام  **  ويكره ما اعتاده ابن الحضـر

كريم  مع الضيف  عند القرى  **  يفي  بالعهـود  سديـد  النظـر

نظمت   من  الشعر  مقطوعة  **  فـأنشـد  شعـرا  من  المبتكـر

فألفيت  شعـري  شديد  الونـى  **  أمـام  قصيـد  تسمـى  الغـرر

مـعـان طـواهـا  علـى عسجــد  **  من الأحرف المنتقى من درر

فيـا شاعـر  العُـرب  حيـرتنـي  **  بشعـر يـفـوق  بـديـع الصـور

قـرأت قصيـدك  عنـد الصبـاح  **  وعنـد المساء ووقـت السـحـر

مـكـر  مــفــر  كخـيـل  الـفــلا  **  وما مسني  من حلاها ضجـر

أيـا  شاطـئـا  مـارحـا  مـازحـا  **  عليك سلام  بـعـطـر الـزهــر

وضيفـك  في المنتدى  فــارس  **  أبـو خالــد  شـاعـر  مـعـتـبـر

يصيغ  من الشعر  لون الصفـا  **  وأمـا المعانـي  فضـد الـكــدر

ولا تنس  في  المنتدى  شاعرا  **  قــوافـيــه مـنـعـشـة  للـفـكـــر

محـمــدُ  أنـت  امــرؤ  حــاذق  **  أبــوك سـعـيــد وأنـت القـمــر

فنـادوا  جمـالا  أبـا المبـدعـات  **  وهاتـوا عصامـا أخانـا  الأبـر

هما روضة من رياض القصيد  **  وروض المعاني  بلون المطر

شاطئ المرح

ألا فض فوك بطيف الأثر  **  نظمت قصيداً يفت الصخر

أأنت  جريـر زمانك  إنـي  **  أراك  تداعب عبـق الزهـر

الأهدل

نثرت  اللآلئ  نـثـر المطـر  **  وأغدقت بالشعر دوح الفِكَرْ

فمالت قلوب كميل الغصون  **  وغنـت  مدلّلة  في  السحـر

بديـع الزمـان

بديع الزمـان  أتى راكبـاً  **  حصان البيان  ليُلقي الدررْ

أسوس المعاني فلا تنثني  **  لترقص في أمسيات السمرْ

ولولا الحيـاء لكنت كمَـنْ  **  يهيـم  بليلى  إذا  ما شَعَــرْ

الأهدل

بديع يصوغ  من الدر شعرا  **  فأبدع حتى ارتقى واشتهر

أتى راكبـا فوق مهـر البيـان  **  فصاد المعاني بوهْج الفكر

وينسج من زهـرة الأقحـوان  **  قوافٍ حسانٍ  لحفل السهر

بديـع الزمـان

أتيت أُحيي  الفتى الأهـدل  **  وثغـري  تبسم  رغـم الكـدر

لأني لقيت  ربيب المعاني  **  فأنسى فؤادي العنا والضجر

رأيت القوافي لـه رُوّضت  **  كرهـن الإشارة  لومـا  أمـر

الأهدل

وحيا  الإله   بديع  الزمان  **  وصاب فناه غزير المطـر

بديـع   تصـدّر  للمبدعـات  **  فحـاز العـلا بيننـا واستمـر

تحلى بأبهى صفات الكمال  **  وزين الفلاح وحسن السير

يــدر  المعـانـيَ فـي حـلّــة  **  مطــرزة باللآلـي الـغـــرر

فلله  درك  زيــن الـــورى  **  وللّــه  درّك  –  لـلّــه  در

بديـع الزمـان

ألــمّ  خـيــالٌ  جمـيــلٌ  أغــــر  **  يفـوق  سنـاه  محـيـا القـمـر

فأضحى التذكـر يضني فـؤادي  **  وهاج اشتياقي لأحلى البشر

يسيل على الخد فيض  الدمـوع  **  ترقرق بعد  النوى وانحـدر

وقـال  صحـابـي  تصبـر قليـلا  **  وزادوا ملامي فلـم  أنزجـر

وقالوا  بديع  الزمـان  مصـاب  **  بمس من الجـن أو قد سُحـر

أأخفي هواك وأبدي اصطباري  **  فما عنك  أسلو ولا أصطبر

فليـت  فــؤادك  مـثـل  فــؤادي  **  فقلبـي  يكـاد  لـكـم  ينفطــر

وقلبـك  صلـبٌ  شديـد المـراس  **  وقد رق يوماً لقلبي  الحجر

الأهدل

ويـلـمـع  فـي المنـتـدى بــارق  **  بديع  عجيـب  بحسن  ظـهـر

تـضـوع مسكـا  وشـع  سـنـاء  **  ويقذف  مِن  فِيه  شعر  العبر

دع الحرف فيه جمال الزهور  **  وفي اللفظ معنى كعزف الوتر

عشقت القصيد  ولحن القصيد  **  ولـولا  بـديـع  كرهـت السمـر

فهيـا اطرب الكل في المنتـدى  **  فشعـرك يطـرب منـه الحـجـر

هل  الشعـر  إلا سلـو  اللبيـب  **  وسكـر الأديـب وزيـن الخـبـر

هل الشعر  إلا غنـاء  المغنـي  **  وسيف  السميدع  حين  افتخر

فلـولا القصيـد لما ذاع صيـت  **  لعمرو وصخـر ولا  من غبـر

أزف سلامي  لشيـخ  القوافـي  **  وأهديـه  شعـرا  مـن المبتكــر

بديـع الزمـان

رمتـني  بطـرف  ولم تعتـذر  **  فأودت  بقلـب  بـدا يحتضـر

وكنت  ذكيـا  فصيـح  اللسان  **  وما عدت  إلا كبعض البقـر

وكنـت  ثريـا  أنـام  الضحـى  **  فأصبحت بعد الهـوى مفتقـر

كــذاك  المتيــم  يـا  إخـوتــي  **  كثيـر العنـاء  يُـرى محتـقـر

فما اللب يبقى إذا القلب يهوى  **  ولا الطبع يبقى كطبع البشر

الأهدل

دع الغوص في لجة الغانيات  **  وإلا  أصـبـت  بـسهــم  أمـــر

وسهم  العيون  كسهم  النبـال  **  إذا زيـن العيـن ذاك الـحـــور

فمجنـون ليلى  هــوى  لـجــة  **  ولم  ينـج  حتـى  أتـاه  القـدر

فبحـر  الهـوى  همـج هـائـج   **  ومـوج الهوى  حقبة  ما فتـر

فلا ترم  نفسك  في الهاويـات  **  وإلا غـرقـت  وأيـن  المـفــر

طريق السلام  اجتناب الهوى  **  ودرب الهـوى مؤذن بالخطر

بديـع الزمـان

بأرض الحجاز  لنا إخوةٌ   **  وإني – وربي – بهم أفتخرْ

وأعلن حبي لهم  في الملا  **  فتـلك  فـروع  لخيـر البشـرْ

فهل يرجع الشاعر الأهدل  **  لبيت الرسـول ومنه انحـدر

الأهدل

سلام  على شاعــر معتبـر  **  ملـئ  بعلـم  سديـد  النظـر

عـلا  قـامـة  فـوق  أنـداده  **  وفاق  بحسنِ  بيان  الخبـر

توغل في العلم حتى انتهى  **  إلى قمـة بـعـد ذاك اشتـهـر

يمـر على سيرة المصطفى  **  وآل وصحـب  ليقفو الأثـر

تعلـق  بالمصطفـى   قـلبـه  **  شغوف بآل الرسول الأغر

أحب الأهيدل  حب الملاح  **  فأهدل  من نسل  طه الأبر

إلهـي  بديع   حبيب  ودود  **  وأنت  رحيم  فنله  الوطـر

وإني إلهـي  ابتليت  بذنـب  **  ولا نسبٌ  نافع  يوم  حــر

فجد لي  بعفو  فأنت كريـم  **  وإلا  فمــن  لعبـيـد  غــدر

بديـع الزمـان

أصولي بــقوم لـهم همـة  **  تخوض غمار الوغى والخطر

ففي كـل شبر  لنا فارس  **  إذا  قـيل  هبـوا  لكي  ننتصـر

فــإما انتصارٌ وإما حيـاة  **  بـدار  الخـلـود  فنعـم  الظـفــر

ولكنْ بديـع الزمان جبان  **  إذا لاح  قِط  انـزوى  واستتـر

فنفس عصـام  لهم تنتمي  **  ومـا ساد  يومـا  لكـي  يفتخـر

الأهدل

فللـه  مـن  سـيــد  فـاضــل  **  رفيع المقام  حليـف الظفـر

لـه منـزل في سمـاء  العـلا  **  قوي الجنـان  قـوي النظـر

فبالعلـم  ساد  ونـال  المنـى  **  وأشبه  بالعلـم  غيثا  همـر

يزيح عن الفكر لوث العمى  **  ويذهب ما شابـه  من كـدر

يسدد سهمـا  لأهل الضـلال  **  ويرمي بسهم على من كفر

ويكفيه  فخرا   قواف  بدت  **  بنورالعظات  وثوب العبـر

* * * * * * * * * * *